<HR style="COLOR: #e3e6e8; BACKGROUND-COLOR: #e3e6e8" SIZE=1>
الإشاعة وأثرها:
يعرّف كثير من المتخصصين الإشاعة بأنها : " رواية مصطنعة عن فرد ، أو أفراد ، أو مسؤولين يتم تداولها شفهياً بأية وسيلة متعارف عليها ، دون الرمز لمصدرها ، أو ما يدل على صحتها ، ومعظم الشائعات مختلفة ذات دوافع نفسية ، أو سياسية ، أو اجتماعية ، أو اقتصادية ، وتتعرض أثناء التداول للتحريف ، والزيادة ، والنقص ، وتميل غالباً للزيادة ".
يمكن تعريف الشائعة على أنها رواية تتناقل عن طريق الاتصال الشخصي، دون وجود مصدر يؤكد صحتها، إذ إنها اختلاق لقضية أو خبر ليس له أساس في الواقع. وقد يعبر عن هذا الخبر بالكلمة أو الرسم الكاريكاتيري أو النكتة.
و قد تكون الإشاعة في حد ذاتها خبر صغير أو حدث عادى و ربما غريب فيتم تهويله و اضافه المبالغات المثيرة التي تلهب خيال و آذان الناس ، لتخرج لنا إشاعة محبوكة شيطانية يستمتع بها أهل النميمة و المجالس الخفية .. و تكون لقمة سائغة في أفواه رواج الإشاعات .. هي أفواه لا تشبع من الخوض في أعراض الناس .. و لا تراعى ظروفهم و أوضاعهم الاجتماعية ..
1- تاريخ الشائعة :
" يؤكد التاريخ أن الشائعة وجدت على الأرض مع وجود الإنسان " ، وقد تطورت وترعرعت مع تطور الحضارات القديمة والحديثة ، واستخدمها المصريون والصينيون ، و اليونان ، في حروبهم قبل الميلاد بآلاف السنين للتأثير على الروح المعنوية للعدو ، وفي بداية العصر الإسلامي كانت حادثة الإفك التي تولى كبرها المنافقون ، وكادت تؤثر تأثيراً كبيراً على الروح المعنوية لبعض المسلمين ؛ حتى أنزل الله قرآناً يبين براءة عائشة رضي الله عنها ، ويكذب من جاء بالإفك .
وإشاعة مقتل الرسول صلى الله عليه وسلم في معركة أحد ، وما كان لها من أثر في صفوف المقاتلين المسلمين ، وقصة نعيم بن مسعود رضي الله عنه في غزوة الخندق لتفكيك قوى الأحزاب لا تخفى على أحد .
2- أنواع الإشاعة :
الشائعات لا يمكن حصرها ، ويحكمها الهدف ، أو الغرض من الإشاعة ؛ ولكنها لا تخلو من :
أ- إشاعة الخوف : وهي : ( إثارة القلق والرعب في نفوس السكان ) ، أثناء الكوارث والحروب.
ب- إشاعة الأمل أو التمني : والتي يتمنى مروجوها أن تكون حقيقة واقعة ويتناول هذا النوع قضايا مختلفة في مقدمتها الحصول على منافع معنوية ، أو اجتماعية ، أو اقتصادية .
ج- إشاعة الحقد : وهي ( أخطر أنواع الإشاعات ؛ لأنها تسعى إلى ضرب الوحدة الوطنية بإثارة البلبلة بين الطوائف الدينية ، والمذهبية ، والقومية ، وصولاً إلى بث روح الفرقة ، وتحطيم المعنويات ).
وتكثر الشائعات في غير الظروف العادية كظروف الحروب مثلاً ؛ بقصد غرس روح النصر في الجيوش الصديقة ، أو غرس روح الهزيمة في الأعداء ، أو رفع أسعار السلع في الأسواق .
3- أسباب انتشار الإشاعة :
هناك أسباب لانتشار الشائعات منها : الشعور بالقلق ، والخوف ، والكراهية لشخص أو أشخاص معينين لهم نفوذهم ، ولأسباب شخصية معينة ، ثم يأتي بعد ذلك الفراغ ، والأذن الصاغية . بالإضافة إلى ضعف الوازع الديني ، والجهل ، والرغبة في تضخيم الأمور الصغيرة إلى أشياء كبيرة لأسباب نفسية ، والاستعداد النفسي ، والرغبة في إثارة مشاكل اجتماعية تهم أفراد المجتمع بأكمله
4- أثر الإشاعة :
الإشاعة وباء خطير إذا دب في مجتمع من المجتمعات أشاع فيه جواً من القلق والخوف والتوتر والاضطراب ، وعدم الاستقرار ، وانهيار الروح المعنوية ، وإشعال نار العداء بين عباد الله ، والوقوع في أعراضهم مما يكون له الأثر السيئ على الأمن والاستقرار ، وكثيراً ما ينتج عن ذلك الفوضى وتعطيل مصالح الدول والمجتمعات إذا لم تستطع الحكومة مواجهتها وتفنيدها وإطلاع مواطنيها على الحقائق التي تحاول الشائعات طمسها وتزويرها .
5- التحذير من الإشاعة :
لأن الإشاعة أقوال بين متكلم أو مروج وبين سامع مصدق ومكذب لتلك الأقوال ؛ فقد وصف الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم مبتدع الإشاعة ومروجها بأقبح الأوصاف ؛ فقد وصف بالفاسق في قوله تعالى : [ إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا ] ( الحجرات : 6 ) ، والكاذب في قوله تعالى : [ إِنَّمَا يَفْتَرِي الكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الكَاذِبُونَ ] ( النحل : 105 ) ، والمنافق في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " آية المنافق ثلاث وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان " ، وحذر الله سبحانه وتعالى من الكذب وبين العقوبة التي يستحقها الكاذب لكذبه فقال تعالى : [ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الكَاذِبِين] ( آل عمران : 61 ) ، وقال تعالى : [ وَيَوْمَ القِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وَجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ] ( الزمر : 60 ) ، وحديث ابن مسعود رضي الله عنه المتفق عليه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وأن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً " ، وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال صلى الله عليه وسلم : " كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع ".
أما السامع فقد أمره الله سبحانه وتعالى بالتثبت والتأكد مما يسمع ، وحذره من المسارعة في تصديق كل ما يبلغه فيقع في ندامة من أمره ، والخطاب عام للمؤمنين قال تعالى : [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ] ( الحجرات : 6 ) .
كم من إشاعة أطلقها مغرض ، وسمعها وصدقها متعجل أدت إلى تباغض الإخوان والأصدقاء ، والعداوة بين الأصحاب والزملاء ، وإساءة سمعة الفضلاء ، وتشتيت أسر ، وتفريق جماعات ، ونكبة شعوب ، وانهيار وهزيمة جيوش ، فترك ذلك جراحاً عميقة لا تندمل ، ودموعاً لا ترقأ ، وفرقة دائمة لا تجتمع .
ومع كل ما يعلمه المجتمع بما تسببه الإشاعة من مساوئ وويلات ، تظل المادة الأساسية والهواية المحببة لمروجيها ، ويبقى مروجوها بؤرة فاسدة في جسد المجتمع ، وطفح جلدي منتن يجب على أي جماعة ، أو أمة ، أو شعب محاربة هذه الآفة الفتاكة واستئصالها وانتزاعها من جذورها ؛ لتبقى الأمة متماسكة مترابطة ذات هدف واحد تبني مستقبلها وتقف ضد أي أخطار تعترض مسيرتها .
__________________
الإشاعة وأثرها:
يعرّف كثير من المتخصصين الإشاعة بأنها : " رواية مصطنعة عن فرد ، أو أفراد ، أو مسؤولين يتم تداولها شفهياً بأية وسيلة متعارف عليها ، دون الرمز لمصدرها ، أو ما يدل على صحتها ، ومعظم الشائعات مختلفة ذات دوافع نفسية ، أو سياسية ، أو اجتماعية ، أو اقتصادية ، وتتعرض أثناء التداول للتحريف ، والزيادة ، والنقص ، وتميل غالباً للزيادة ".
يمكن تعريف الشائعة على أنها رواية تتناقل عن طريق الاتصال الشخصي، دون وجود مصدر يؤكد صحتها، إذ إنها اختلاق لقضية أو خبر ليس له أساس في الواقع. وقد يعبر عن هذا الخبر بالكلمة أو الرسم الكاريكاتيري أو النكتة.
و قد تكون الإشاعة في حد ذاتها خبر صغير أو حدث عادى و ربما غريب فيتم تهويله و اضافه المبالغات المثيرة التي تلهب خيال و آذان الناس ، لتخرج لنا إشاعة محبوكة شيطانية يستمتع بها أهل النميمة و المجالس الخفية .. و تكون لقمة سائغة في أفواه رواج الإشاعات .. هي أفواه لا تشبع من الخوض في أعراض الناس .. و لا تراعى ظروفهم و أوضاعهم الاجتماعية ..
1- تاريخ الشائعة :
" يؤكد التاريخ أن الشائعة وجدت على الأرض مع وجود الإنسان " ، وقد تطورت وترعرعت مع تطور الحضارات القديمة والحديثة ، واستخدمها المصريون والصينيون ، و اليونان ، في حروبهم قبل الميلاد بآلاف السنين للتأثير على الروح المعنوية للعدو ، وفي بداية العصر الإسلامي كانت حادثة الإفك التي تولى كبرها المنافقون ، وكادت تؤثر تأثيراً كبيراً على الروح المعنوية لبعض المسلمين ؛ حتى أنزل الله قرآناً يبين براءة عائشة رضي الله عنها ، ويكذب من جاء بالإفك .
وإشاعة مقتل الرسول صلى الله عليه وسلم في معركة أحد ، وما كان لها من أثر في صفوف المقاتلين المسلمين ، وقصة نعيم بن مسعود رضي الله عنه في غزوة الخندق لتفكيك قوى الأحزاب لا تخفى على أحد .
2- أنواع الإشاعة :
الشائعات لا يمكن حصرها ، ويحكمها الهدف ، أو الغرض من الإشاعة ؛ ولكنها لا تخلو من :
أ- إشاعة الخوف : وهي : ( إثارة القلق والرعب في نفوس السكان ) ، أثناء الكوارث والحروب.
ب- إشاعة الأمل أو التمني : والتي يتمنى مروجوها أن تكون حقيقة واقعة ويتناول هذا النوع قضايا مختلفة في مقدمتها الحصول على منافع معنوية ، أو اجتماعية ، أو اقتصادية .
ج- إشاعة الحقد : وهي ( أخطر أنواع الإشاعات ؛ لأنها تسعى إلى ضرب الوحدة الوطنية بإثارة البلبلة بين الطوائف الدينية ، والمذهبية ، والقومية ، وصولاً إلى بث روح الفرقة ، وتحطيم المعنويات ).
وتكثر الشائعات في غير الظروف العادية كظروف الحروب مثلاً ؛ بقصد غرس روح النصر في الجيوش الصديقة ، أو غرس روح الهزيمة في الأعداء ، أو رفع أسعار السلع في الأسواق .
3- أسباب انتشار الإشاعة :
هناك أسباب لانتشار الشائعات منها : الشعور بالقلق ، والخوف ، والكراهية لشخص أو أشخاص معينين لهم نفوذهم ، ولأسباب شخصية معينة ، ثم يأتي بعد ذلك الفراغ ، والأذن الصاغية . بالإضافة إلى ضعف الوازع الديني ، والجهل ، والرغبة في تضخيم الأمور الصغيرة إلى أشياء كبيرة لأسباب نفسية ، والاستعداد النفسي ، والرغبة في إثارة مشاكل اجتماعية تهم أفراد المجتمع بأكمله
4- أثر الإشاعة :
الإشاعة وباء خطير إذا دب في مجتمع من المجتمعات أشاع فيه جواً من القلق والخوف والتوتر والاضطراب ، وعدم الاستقرار ، وانهيار الروح المعنوية ، وإشعال نار العداء بين عباد الله ، والوقوع في أعراضهم مما يكون له الأثر السيئ على الأمن والاستقرار ، وكثيراً ما ينتج عن ذلك الفوضى وتعطيل مصالح الدول والمجتمعات إذا لم تستطع الحكومة مواجهتها وتفنيدها وإطلاع مواطنيها على الحقائق التي تحاول الشائعات طمسها وتزويرها .
5- التحذير من الإشاعة :
لأن الإشاعة أقوال بين متكلم أو مروج وبين سامع مصدق ومكذب لتلك الأقوال ؛ فقد وصف الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم مبتدع الإشاعة ومروجها بأقبح الأوصاف ؛ فقد وصف بالفاسق في قوله تعالى : [ إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا ] ( الحجرات : 6 ) ، والكاذب في قوله تعالى : [ إِنَّمَا يَفْتَرِي الكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الكَاذِبُونَ ] ( النحل : 105 ) ، والمنافق في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " آية المنافق ثلاث وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان " ، وحذر الله سبحانه وتعالى من الكذب وبين العقوبة التي يستحقها الكاذب لكذبه فقال تعالى : [ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الكَاذِبِين] ( آل عمران : 61 ) ، وقال تعالى : [ وَيَوْمَ القِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وَجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ] ( الزمر : 60 ) ، وحديث ابن مسعود رضي الله عنه المتفق عليه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وأن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقاً ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً " ، وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال صلى الله عليه وسلم : " كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع ".
أما السامع فقد أمره الله سبحانه وتعالى بالتثبت والتأكد مما يسمع ، وحذره من المسارعة في تصديق كل ما يبلغه فيقع في ندامة من أمره ، والخطاب عام للمؤمنين قال تعالى : [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ] ( الحجرات : 6 ) .
كم من إشاعة أطلقها مغرض ، وسمعها وصدقها متعجل أدت إلى تباغض الإخوان والأصدقاء ، والعداوة بين الأصحاب والزملاء ، وإساءة سمعة الفضلاء ، وتشتيت أسر ، وتفريق جماعات ، ونكبة شعوب ، وانهيار وهزيمة جيوش ، فترك ذلك جراحاً عميقة لا تندمل ، ودموعاً لا ترقأ ، وفرقة دائمة لا تجتمع .
ومع كل ما يعلمه المجتمع بما تسببه الإشاعة من مساوئ وويلات ، تظل المادة الأساسية والهواية المحببة لمروجيها ، ويبقى مروجوها بؤرة فاسدة في جسد المجتمع ، وطفح جلدي منتن يجب على أي جماعة ، أو أمة ، أو شعب محاربة هذه الآفة الفتاكة واستئصالها وانتزاعها من جذورها ؛ لتبقى الأمة متماسكة مترابطة ذات هدف واحد تبني مستقبلها وتقف ضد أي أخطار تعترض مسيرتها .
__________________
نهنئ الامام الحجة (عج ) والمراجع العظام والعالم الاسلامي اجمع بمختلف طوائفة سنة وشيعة وكرد وعرب بولادة بطل الاسلام الخالد الامام علي ابن ابي طالب ((علية